صوم رمضان
الأحد, 11 فبراير 2024 08:09

 

(الحلقة الثالثة)

صوم رمضان واجب؛ بالكتاب، والسنة، والإجماع. وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (سورة البقرة، الآية: 183). وقوله سبحانه وتعالى: { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (سورة البقرة، الآية: 185). وهو من شعائر الإسلام الخمس كما تقدم ذكره.

والمفطر عمدا في رمضان دون عذر شرعي يظن به الزندقة والضلال وهو أشر -كما قال الإمام البيهقي- من الزنا وشرب الخمر.

ـ فضله:

روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ فَإِن سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِندَ اللَّهِ مِن رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ». وفي رواية لمسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فِإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».

وخص الله شهر رمضان بفضائل عظيمة؛ كتنزيل القرآن فيه، وجعل فيه ليلة القدر التي خصصت لها سورة كاملة، وهي ليلة خير من ألف شهر.

وروى البخاري ومسلم وابن خزيمة عن سهل ابن سعد أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ ذَلِكَ الْبَابُ». وزاد ابن خزيمة: «وَمَن دَخَل شَرِبَ وَمَن شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا». وأخرج الشيخان أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ».

 

بماذا تثبت رؤية الهلال:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال تراءى الناسُ الهلالَ فأخبرتُ رسولَ الله  صلى الله عليه وسلمأني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه. رواه أبو داود، والحاكم، وابن حبان؛ وصححاه.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي  صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُواْ لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُواْ عِدَّةَ شَعَبَانْ ثَلاَثِينَ يَوْمًا». رواه البخاري ومسلم.

البشارة بقدوم رمضان

وقد بُعِثَ رسول الله  صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ومما بشر به البشير النذير  صلى الله عليه وسلم أمته هذا الشهر المبارك؛ كما رواه أحمد والنسائي -واللفظ له- بسند جيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفٍ شَهْرٍ؛ مَّنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».

 

* طالع في الحلقة القادمة:

أركان الصوم، مبطلاته، مباحاته، مستحباته