أركان الصوم، مبطلاته، مباحاته، مستحباته
الجمعة, 16 فبراير 2024 08:05

 

(الحلقة الرابعة)

 

ـ للصيام ركنان: 

 

1 - الإمساك عن المفطرات: الأكل، والشرب،  والجماع.

وذلك من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس لقوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصّيَامَ إِلَى اليْلِ} (سورة البقرة، الآية: 187).

والخيط الأبيض هو بياض النهار، والخيط الأسود هو سواد الليل.

2 - النية:

لقوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (سورة البينة، الآية: 5).

        وقوله r -كما رواه البخاري في صحيحه-: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَّا نَوَى…».

ولا بد أن تكون النية قبل الفجر؛ ومحلها القلب، قال r -كما رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، بإسناد صحيح؛ من حديث حفصة رضي الله عنها-: «مَن لَّمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ صِيَامَ لَهُ».

على من يجب الصيام؟

أجمع العلماء على أن الصيام يجب على المسلم، العاقل، البالغ، الصحيح، المقيم؛ ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس.

من يرخص له في الفطر مع القضاء؟

المسافر والمريض:

لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (سورة البقرة، الآية: 185). ولقول رسول الله -كما رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، بإسناد جيد-: «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشِطْرَ الصَّلاَةِ وَعَنِ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ الصَّومَ».وفي رواية للنسائي: «وَرَخَّصَ لِلْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ».

والحبلى والمرضع تطعمان ولا تقضيان؛ لما رواه الطبراني أن ابن عباس رأى أم ولد له حاملا -أو مرضعا- فقال: أنت بمنزلة الذي لا يطيقه؛ عليك أن تطعمي مكان كل يوم مسكينا ولا قضاء عليك.

ورواه الدارقطني بمعناه وصحح إسناده.

من يجب عليه الفطر والقضاء معا؟

روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا نحيض على عهد رسول الله فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة.

والمرأة إذا حاضت وهي صائمة -ولو قبل الغروب بلحظة- بطل صوم يومها ولزمها قضاؤه إن كان من الصوم الواجب. وإذا طهرت في أثناء نهار رمضان لم يصح صومها بقية اليوم. وإذا طهرت قبل الفجر -ولو بلحظة- وجب عليها الصوم؛ وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر. والنفساء كالحائض في جميع ما ذكرت.

 

* طالع في الحلقة القادمة: ما يبطل الصيام ولا يوجب الكفارة.