الوقوف على الصفا والمروة
السبت, 27 أبريل 2024 07:05

 

(الحلقة الثالثة)

10 - ثم خرج إلى الصفا من الباب -وفي رواية: باب الصفا- كما رواه الطبراني في الصغير.

        فلما دنا من الصفا قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} (سورة البقرة، الآية: 158).

وقال: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ» وفي رواية: «نَبْدَأُ» كما رواه مالك، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، والدارمي، وابن الجارود، والبيهقي، وأحمد، والطبراني في الصغير.

        وفي رواية عند النسائي، والدارقطني؛ بسند رجاله ثقات -وصححه ابن حزم والنووي-: "ابْدَؤُوا" بصيغة الأمر. وهذه الرواية شاذة كما أشار إليه العلامة ابن دقيق العيد في كتابه "الإلمام".

11 - ثم رَقِيَ عليه حتى رأى البيت، فاستقبله، فوحد الله، وكبره ثلاثا، كما رواه النسائي، والبيهقي، وأحمد، وحمده، كما رواه النسائي، وابن ماجه، وقال: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ؛ يُحْيِي وَيُمِيتُ» وزاد أبو داود، والنسائي، والدارمي، وابن ماجه، والبيهقي: «وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». وعند ابن ماجه: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» ثم دعا بين ذلك، وقال: مثل هذا ثلاث مرات.

12 - ثم نزل إلى المروة ماشيا -كما عند النسائي- حتى إذا انصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا جاوز الوادي وأصعد مشى ـ وذلك اليوم قبل الميلين الأخضرين في أول المسعى وآخره ـ حتى أتى المروة فَرَقِيَ عليها حتى نظر إلى البيت؛ كما رواه النسائي، وأحمد.

        وظاهر هذه الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان ماشيا؛ مع أن الإمام مسلما روى من حديث جابر بن عبد الله: طاف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته بالبيت، وبين الصفا والمروة، ليراه الناس، وليشرف، وليسألوه، فإن الناس قد غَشُوهُ. (والحديث تقدم ذكره).

        والجمع بين هذه الأحاديث، كما قلت آنفا: أنه صلى الله عليه وسلم سعى أوَّلاً ماشيا، ثم أتم سعيه راكبا.

 

* طالع في الحلقة القادمة: الأمر بفسخ الحج إلى العمرة