1 - ماء المطر والثلج والبرد:
لقوله تعالى في سورة الأنفال: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاَءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ﴾وفي سورة الفرقان ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوْرًا﴾.
ولحديث عبد الله بن أبي أوفى: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بِالثَّلْجِ، وَالْبَرَدِ، وَالْمَاءِ الْبَارِدِ. اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يُطَهَّرُ الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ»1.
ولحديث أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في صلاته سكت هنيهة قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله -بأبي أنت وأمي- رأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: «أَقُولُ اللَّهُمَّ َباعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الَمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ نَقَّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الَّدَنَسِ. اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ»2.
2 - ماء البحر:
لحديث صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني الأزرق عن المغيرة بن أبي بردة أنه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ به؟ (يعني ماء البحر) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هُوَ الطّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ»3.
3 - مــــاء البئـــر:
عن أبي سعيد قال: قيل: يا رسول الله أنتوضأ من بئر بُضاعة؟ -وهي بِئر يُلْقَى فيهَا الْحِيَضُ ولحوم الكلاب والنَّتْنُ- فقال صلى الله عليه وسلم: «الْمَاءُ طَهُورٌ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ»4ومن شاء فليراجع أحكام المياه وأقسامها وأنواع النجاسة الحسية والحكمية في أمهات الكتب المالكية كعقد الجواهر الثمينة تأليف ابن شاس5.
4- أنواع النجاسة الحسية والحكمية التي يجب على المسلم أن يتنزه عنها ويغسل بالماء الطهور ما أصابه منها أو يغتسل منها: ونذكرها فيما يلي من دون تفصيل؛ راجين من القارئ الكريم أن يراجعها -إن شاء- في محلها من كتب المالكية كما أسلفنا؟
الحسية: كالميتة، الدم المسفوح، لحم الخنزير، قيء الآدمي المتغير وبوله ورجيعه، بول وروث ما لا يباح أكل لحمه، الخمر.. وغير ذلك.
والحكمية: كالجنابة، الحيض، النفاس، الحدث الأصغر من بول وريح وغائط.. أو غير ذلك من النجاسات الحكمية.
ــــــــــــــ
1- رواه: مسلم والنسائي والطيالسي في مسنده وأبو عَوانة في صحيحه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
2- رواه: البخاري ومسلم وأبو عَوانة وأبو داود والنسائي والدارمي وابن ماجه وأحمد.
3-رواه: مالك في الموطأ وصححه البخاري والحاكم وابن حبان وابن المنذر والطحاوي والبغوي والخطابي والترمذي وابن خزيمة.
4- أخرجه: أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن الجارود في المنتقى والدارقطني في السنن والبيهقي وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه الإمام الألباني في إرواء الغليل.
5- هو عبد الله بن نجم بن شأس بن نزار بن عشائر بن عبد الله بن محمد بن شأس الجذامي السعدي من ألمع العلماء الذين أنجبهم المركز المصري في القرنين السادس والسابع من الهجرة. ولم تثبت لدى من ترجم له كالذهبي في سير أعلام النبلاء، والمنذري في التكملة لوفيات النقلة، وابن خلكان في وفيات الأعيان، والديباج المذهب لابن فرحون، وشذرات الذهب لابن العماد، سنة ولادته، واختلفوا في سنة استشهاده في قتال بين المسلمين والفرنجة في مدينة دمياط. وأثبت ابن خلكان والذهبي نقلا عن المنذر أنها سنة 616هـ.
طالع في الحلقة القادمة:
* صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم