2- الزكاة على عهد الخلفاء الراشدين
الأحد, 20 فبراير 2022 07:12

(الحلقة السادسة)

أ- الزكاة على عهد أبي بكر رضي الله عنه

        بعد أن لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى واختار الصحابة رضي الله عنهم صاحبه أبا بكر الصديق رضي الله عنه للخلافة منع بعض العرب المرتدين أداء الزكاة وقالوا: أديناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فلا نؤديها بعد وفاته. فما كان من أبي بكر رضي الله عنه إلا أن قاتلهم حتى أجبرهم 

على دفعها. ويدل على ذلك ما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُواْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمَن قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ»؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال؛ والله لو منعوني عَنَاقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، فقال عمر: فوالله ما هو أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق.

        وقد سار أبو بكر رضي الله عنه في توزيع أموال الزكاة على مصارفها المعهودة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يأخذ لنفسه من بيت المال قدرا ضئيلا فرضه له المسلمون ثم يعطي للمستحقين فرائضهم وما بقي يجعله في بيت المال ينفق في تجهيز الجيوش للجهاد.

* طالع في الحلقة القادمة: الزكاة على عهد عمر رضي الله عنه