(الحلقة السابعة)

ب- الزكاة في عهد عمررضي الله عنه:    

    تولى عمر بن الخطابرضي الله عنه الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد استتب الأمر في الجزيرة العربية واستجابت جميع القبائل إلى أداء الزكاة فكثرت الأموال وتتابعت الفتوح من نصر إلى نصر، وحياة عمر رضي الله عنه -في البساطة والعفة والزهد- لم تتغير عن ذي قبل.

        لقد كان لبيت المال نظام وكُتَّابٌ قليلون في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لقلة الموارد فلما كثرت الموارد في عهدعمر رضي الله عنه وضع الديوان الخاص بالزكاة وله إدارة محكمة دقيقة وكان هذا الديوان يضبط الإيرادات والمصروفات بكل دقة وعناية. وقد انتظم حال هذا الديوان مع مرور الأيام وكان له فيالعهود الإسلامية التي كان يعمل فيها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أثر واضح في حياة المسلمين وتخفيف ويلات الفقر والعوز؛ وكانت الأمة الإسلامية تشعر بتراحم أفرادها وتعاطف بعضهم مع بعض، وكانوا كالبنيان يشد بعضهم بعضا.

ج- الزكاة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:

        في خلافته رضي الله عنه استمر الناس في دفع الزكاة وكثرت أموال الصدقة في عهده حتى بلغت أرقاما هائلة، ولكنه رضي الله عنه -كمن سبقه- حرص بكل أمانة وعفة أن يجمعها ويوصلها إلى مستحقيها وولى زيد بن ثابت رضي الله عنه على بيت المال وأمره أن يتصرف بما فيه حسبما يراه في مصالح المسلمين.

* طالع في الحلقة القادمة: الزكاة على عهد علي رضي الله عنه